مبرة ناحية النصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مبرة ناحية النصر

موقع يهتم بنشاطات مبرة التضامن الثانية في ناحية النصر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الطّفلة الذكيّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أدارة الموقع
المدير
أدارة الموقع


المساهمات : 442
تاريخ التسجيل : 21/02/2012

الطّفلة الذكيّة Empty
مُساهمةموضوع: الطّفلة الذكيّة   الطّفلة الذكيّة I_icon_minitimeالأربعاء مارس 28, 2012 1:13 am

الطّفلة الذكيّة 03cqy9cagvif

أوقف ابو أمير حافلته الصغيرة ، المُلوَّنة بأجمل الألوان ؛ أوقفها في ساحة بيته وأقفلها " بكبسةٍ" من مِفتاحه، بعد أن أوصل الطّلاب الصغار

أبناء صفّ البستان الى بيوتهم عائدين من المدرسة، فهو يعمل في نقل الطلاب الصِّغار الى المدرسة صُبحًا ويعيدهم بعد الدّوام الى بيوتهم.
إنّه يُحبُّ الأطفال محبّة كبيرة ، وعلى الأخصّ البراءة في حديثهم وعيونهم، وكثيرًا ما كان يُردِّد: " يا ليتني أعود طفلاً مثلهم لا همًّا ولا غمًّا".
كان الفصل ربيعيًّا والجوُّ مريحًا ، وكانت الساعة تقارب على الثانية بعد الظهر، وهو موعد تناول طعام الغداء مع زوجته وطفلته الصغيرة " محبّة" ذات السنتين والمملوءة بالبراءة وخفّة الظلّ.
كم يحبّ ابو أمير الدّجاج المُحمَّر وحساء الخضراوات ، وهو موعود بمثل هذه الوجبة اليوم ، فقد أخبرته زوجته صباحًا أنّ غداءه سيكون دجاجًا مُحمَّرًا.
دخل ابو امير الى البيت مُسرعًا وأذا بزوجته ما زالت منهمكة في اعداد الطعام، فتأفّف شاكيًا ، فطمأنته زوجته الى أن الطعام سيجهز خلال دقائق معدودة فلا حاجة للتأفُّف.
جلست العائلة الصغيرة الى مائدة الطعام ، وأخذوا يتلذذون باحتساء الشوربة وأكل المُحمّر الذي يُحبّون.
وبعد ان انتهى ابو أمير من تناول غدائه ، غسل يديه ووجهه وجلس على الكنبة ليطالع صحيفة اليوم ، في حين دخلت الزوجة الى المطبخ لتحضّر القهوة.
وما هي الا لحظات حتى رنّ جرس الهاتف ، فقام إليه ، وقبل ان يصله سمع صوت زامور حافلته يُزمِّر بشدّة، فجمد في مكانه ...إنّه زامور حافلته وقد اقفلها فمن يا تُرى... ؟!! ألعله نسيَ ....؟!! وضرب بيده على جبينه: "يا ساتر أستر ".
ترك ابو أمير الهاتف يرنّ وأسرع الى الحافلة ليجدَ " رفيف" الطفلة الصغيرة تقف بجانب المقود وهي تضغط بقلق على الزّامور...
لقد كانت المسكينة نائمة ونزل الطلاب ولم ينتبه اليها أحد.
فتح السائق باب الحافلة بسرعة واحتضن رفيف وأخذ يعانقها ويُقبّلها وهو يلوم نفسه: " كم أنا آسف يا صغيرتي ..وكم أنت رائعة وذكيّة..منذ الغد سأفتّش حافلتي قبل اقفالها مقعدًا مقعدًا".
حمل ابو أمير رفيف والخجل يملأ كيانه ، ودخل بها الى بيته وأذا بزوجته تقول له : أين أنت يا رجل ، لقد اتصلت أمّ رفيف تسأل وتستفسر عن ابنتها قلقةً، فابنتها لم تعد بعد من المدرسة رغم عودة جميع الطلاب.
وما إن رفعت الزوجة رأسها حتى شهقت قائلة : " ألعلّ هذه هي رفيف ؟ ألعلّك نسيتها في الحافلة؟
فقالت رفيف بلغتها الطفوليّة البريئة : لقد كنت نائمة.
ركض ابو امير وهو يحمل رفيف الى دكان قريب واشترى لها دُبًّا أحمرَ جميلا واعطاه لرفيف ثمّ توجّه الى بيتها القريب ليجد امّها تقف في الخارج تنظر هنا وهناك بقلق، وما أن رأتهما حتى صرخت : أين كنت يا صغيرتي ؟!
اعتذر ابو امير بشدّة وأخبر الأمّ بالقصّة ووعدها ان لا يعود ويفقل باب الحافلة مرّة أخرى قبل ان يتفقّدها مقعدًا مقعدًا.
عانقت ام رفيف ابنتها بشدّة قائلة : قبلت اعتذارك ولن اخبر احدًا غير زوجي شريطة ان تفي بوعدك.
هزّ أبو أمير برأسه خجلاً وقال : وعدت وسأفي.
عاد ابو امير الى بيته مسرعًا يلوم نفسه ، فوجد وحيدته الصغيرة محبّة تنام في هدوء ، فقبّلها بحنان وهو ينظر اليها طويلاً طويلا.
ومنذ ذلك اليوم لا يقفل ابو أمير باب حافلته الصغيرة المُلوّنة قبل ان يتفقّدها مقعدًا مقعدًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mbrtalnser.arabepro.com
 
الطّفلة الذكيّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مبرة ناحية النصر :: القسم العام :: قصص للأطفال-
انتقل الى: